728 x 90



التاريخ: 2017-02-06


الإستشارة:

أنا بنت في ٢٣من العمر، تعرضت لتحرش جنسي من أحد أبناء أقاربنا، كنت وقتها في الأول الإعدادي، بعد هذه الحادثه أصبحت أخاف جنس الرجال كافة، بما بينهم أبي وإخوتي من الذكور، أعاني من هلع في الأماكن المغلقة، خصوصاً اذا كان برفقتي ذكر سوا أبي أو إخوتي، لا أثق بأحد سوى أمي وإخوتي البنات، أكره مصافحة الأيدي أو الأحضان، أعاني من كوابيس ملازمة لي منذ الحادثة، عندما أنظر لنفسي أكره ملامح انوثتي، أظنها هي من جعلت الشاب يتحرش بي ويرغمني على فعل ما ليس بيدي حيلة فيه ويجبرني، لم تكن هذه الحادثه الوحيدة التي تعرضت لها، سبق وتعرضت لتحرشات جنسيه من أبناء عمومتي، وقتها كنت لا أفقه ما يحدث، ولكن الحادثة الأخيرة جداً اثرت فيني وجعلتني أخاف حتى الجلوس مع إخوتي الرجال وأبي، أكره الاقتراب منهم، ترتفع حرارتي ويصيبني دوار مزمن عندما يقترب أو يمر بجانبي رجل؛ حتى إذا ذهبت إلى الخارج أستمر في النظر إلى الارض خوف مني أن أرى رجل، ويصيبني الدوار أو الخوف، ولقد استمر الوضع أكثر من ١٢سنة وأنا على هذا الحال، الآن أنا عاقدة قران وزواجي قريب، وأخاف إني يكتشف أمري من زوجي ويتعرف على مشكلتي النفسية التي تلازمني، مهما أفعل لا استطيع إخفائها، وشكراً، أرجو النظر في موضوعي بعين الاعتبار وتردون لي الجواب لأني حقاً أريد مساعده من ذويكم.

الجواب:

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة حفظك الله ورعاك، ووفَّقك لكل خير. وأسأل الله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجك على خير وفي خير ، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية .
أريدُ أن أُوضح لك أن غالب حالات الاعتداء الجنسي على الفتيات الصغيرات تتمُّ من أشخاصٍ مقرَّبين ومعروفين للعائلة، هذا ما أثبتته الإحصائيات الحديثة، فهؤلاء الأشخاص يستخدمونَ الإجرام الجنسي، ويستغلون براءة الطفولة، وثقة الأهل فيهم، فيقومون بفعلتهم الشنيعة، بل ويكررونها مراراً من أجل تفريغ طاقتهم، وإشباع رغباتهم الجنسية، والنصيحة الهامة بهذا الشأن هي: أن الوقاية خيرٌ من العلاج دائماً، والوقاية سهلة جداً إن اتبعنا هدي نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بتفادي الخلوة، حتى لو كانت الفتاة صغيرة، فالأطفالُ يجب ألا يكونوا لوحدهم مع شخصٍ غريب، أو حتى قريب، بدون رقابة مباشرة أو غير مباشرة، مهما كان منظر هذا الشخص وتصرفاته توحي بالثقة.
حاولي أن تبعدي القلق من حياتك، فالذي حدث مضى ولن يعود، ويجب أن تنتبه لنفسك، ولا تثق في أحدٍ مهما كان، ويجب أن تُحافظ على مشاعرك وأحاسيسك، ولعل هذا التحرش كان مجرد تحرش خارجي.
وغالباً ما يكون المتحرَّش به عنده خوفٌ وتوترٌ ورهاب من الآخرين، ولهذا أقنعي نفسك أن تبتعدي عن العزلة، وتقترب أكثر من أسرتك، وخاصةً الوالدة والأخوات، لأن العزلة قد تولِّد لها القلق والخوف والرهاب.وكذلك إخوتك فهؤلاء ليس لهم ذنب في ما حصل لك ، ولا نعمم الخطأ والجريمة على الجميع .
حاولي أن تتقرَّبي من الله تعالى، وتطلبي منه العون والسداد، وتدعوه بأن يجعل لك من كل ضيقٍ مخرجا ، ومن كل همٍّ فرجاً.
عليك أن تشدي العزم ولا تيأسي، ولن تشعري بالراحة والطمأنينة حتى تتخلَّصي من هذا الملل والكآبة والإحباط، ولتعلمي أن النفس مرتبطة بالجسم، فراحة النفس مرتبطةٌ براحة الجسم، فجسمك عندما يرتاح ويسترخي يستجيب عقلك لنفس الحالة، فيسترخي ويهدأ هو الآخر، وبالتالي تصبحي أكثر مقدرة على العمل والتفكير والتركيز.
والإنسان بحكم تكوينه يحتاجُ لفتراتٍ من الراحة والاستجمام والتجديد ، لتكوين رصيدٍ من الصحة، والانتعاش النفسي والعقلي ييسر لها استئناف النشاط المطلوب.

أختي الفاضلة: مطلوبٌ منك اتباع الخطوات التالية:
1- تحاولي أن تخرجي من دائرة العزلة، وتكوّن صداقات من أخواتٍ صالحات طيبات.
2- تقوية جانب الثقة بالنفس عندك، ولإعادة بناء الثقة وترميم ما قد تهدم منها عليك أن تنظري في كل الجوانب الإيجابية، والبحث عنها داخلك.
3- حاولي أن تمارسي تمارين الاسترخاء، لأنّ ذلك يُساعدك في التّغلب على القلق والتوتر، حيث تختاري مكاناً هادئاً في الغرفة، وتستلقي على السرير، وتمددي رجليك ويديك، وليكن النور خفيفاً، وتحاول أن تستخرج كل المشاكل والهموم والأفكار التي تُعاني منها، وترميها وراء ظهرك، وتحاولي تكرار هذا التمرين لعدة مرات.
4- لابد من تغيير نقاط الضعف عندك إلى قوة، وتعويد النفس وتمرينها على السيطرة بشكل أفضل على المواقف وحسن التصرف.
5- المرح والدعابة من الوسائل التي تقضي على الملل والإحباط، ولكن من غير مبالغة فيها، فهي تُريحُ القلب، وتجعله منفتحاً، وتُساعد على تخطي الأزمات، وتجدد النشاط والحيوية.
6- لا بد من التأكد من موضوع البكارة هل هي سليمة أم لا ؟ ويكون ذلك بمراجعة طبيبة للكشف عليك .
7- لا بد من المصارحة والمكاشفة مع خطيبك فالأمر قد يكتشف في ما بعد ولكن سيؤدي إلى تفاقم المشكلة أكثر في ما بعد فالأفضل الأمور تكون واضحة من البداية ، وخاصة إذا كنت سليمة والأمر مجرد تحرش فقط فهذا سيزيد العلاقة الزوجية أكثر تماسكا ، والصدق في كل حالاته منجاة .
8- ولابد لك من جلسات نفسية إرشادية ، فهذا شيءٌ مهم ويخفف عنك التوتر والقلق الذي تعيشينه .

وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما