728 x 90



التاريخ: 2017-02-13


الإستشارة:

مشكلتي بدات مند صغري ، حيث امي انسانة غير واعية، كانت تمنعني من اللعب مع اقراني ، كانت ادا ارادت معاقبتي على شيء تافه تدهب الى المدرسة وتطلب من الاساتدة ضربي امام كل الزملاء، وادا اعتدى علي احد تحملني كامل المسؤولية، وكانت تريد ان تراني وحيدة، وكانت تقول لي ان لا اثق في احد، اما ابي فكان لا يكلمنا مند الصغر، وادا كلمني كان يقول لي انني فاشلة ويستخف بي، ويشتمني، ففي مرحلة الثانوية عانيت من التهميش، واحيانا التحرش و الضرب من بعض الزملاء، فكنت دائما وحيدة، بلا اصدقاء، كنت احاول ان اقيم علاقة صداقة، لاكن كن زميلاتي يحسدنني على جمالي، و على الاناقة التي كنت اتمتع بها، ولانني لاجيد الحوار مثلهم، مما اثر علي في المداكرة، فتراجعت كتيرا فلما كنت من الاوائل، اصبح مستواي ضعيف، وكدت ان ارسب في نيل شهادة الثانوية العامة، المهم عندما حصلت على الشهادة، لم يكترثوا بمستقبلي، فلم احضر الى الجامعة ورسبت بسبب كثرة النوم وقضاء اليوم كله بالانترنت، ومرت ٧ سنوات على هدا الحال، ولم يكترث احد في العائلة لحالي، كل اليوم في غرفتي، لا عائلة لا اصدقاء، حتى كتبلي الله ان وجدت عملا بعد رحلة طويلة بالبحث عن عمل بالانترنت، اصبحت اعمل وهنا، بدات حالتي النفسية تتحسن و اتعرف على الناس، لاكن والداي ضغطا علي بالزواج باحد معارفهم فبداوا بالضغط علي، ورفضت فبداوا يسيءوا معاملتي بعد ان كانوا نسوا وجودي، المهم استمريت في دلك العمل لخمس سنوات وتركته لانني بدات اعاني من مضايقات من الزملاء لطيبتي و عفويتي، وعدم خبرتي في التعامل مع الناس، فاستقليت و تعرفت بعدها على شاب و تزوجت به، لاكن بعد مرور مدة قصيرة بدا بضربي واهانتي لعدم معرفتي بشؤون البيت و الطبخ و استقبال الضيوف، فمرضت واهملني، وازداد مرضي، فطلقته، و دخلت في حالة اكتئاب، لا اكمل عملا الا واتركه لثقلي وقلة الداكرة، و عدم معرفتي ما اجيده و ما احبه، حاليا بلا عمل بلا شهادات بلا تخصص، وبداكرة ضعيفة و ثقل الحركة لا اجيد فعل اي شيء، واهلي ينعتونني بالفاشلة و الكسولة، وانا منهارة، وفقدت ثقتي بنفسي، وكرهت الحياة.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوى إيمانك وعزيمك ، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية .
تفاءلي ، لأن الله علمك حسن الظنّ به سبحانه وتعالى، وعلى ذلك يكرمك مرةً بعد أخرى. . . تفاءلي، لأنه ألهمك الاستغفار، وهذا يعني أنه سيكرمك ويوفقك، فإما أن يكفر ذنباً، وإما أن يرفعك درجةً، وإما أن يدخر لك ذلك زاداً لآخرتك، أفلا يكون ذلك خيراً؟!
هكذا عوّدنا الله سبحانه، كل الأمور خير، والمؤمن كل أمره خير، إما سراء وشكر، وإما ضراء وصبر.
أنا أريد أن تكون شخصيتكِ متوازنة ناجحة، ولا بدَّ أن يكون لديكِ الأمل في هذه الحياة، أُريدكِ أن تَرينَ الحياة بنظرة التفاؤل والخير والنَّجاح، ولا بدَّ أن تُقدِّري شخصيتك وتحترميها وذلك بإنزالها المنزل الذي تستحقه، فأنت لديكِ من القُدرات والمهارات ما تستطيعين به مواجهة الصعوبات والعقبات في هذه الحياة .
يجب أن تعلمي أن الإنسان الناجح هو الذي يتعرَّض للمشاكل والمصاعب ولكن يستطيع أن يتجاوب معها ويتأقلم معها ويُنهيها .
جنِّبي نفسك مخاطر القلق والوسواس، ولتكن لديك نفسٌ هادئة، وروِّضي نفسك على التصدي للمشاكل، وابعثي الحيوية في حياتك الجديدة.
أنا أريدك أن تتغلبي على هذه الأفكار، والتغلب عليها يكون بقوة الشخصية، التي تساعدك في تغيير الأفكار والسلوك.
أنا لا أريدك أن تتذكري صور الماضي وتبحثي في ملفاته، فكل إنسان منا معرض إلى الظلم والطغيان وعدم الاهتمام والإهمال، ولكن الإنسان الإيجابي هو الذي يتغلب على هذه الأفكار ويتجاوز الصعاب ولا يكترث بالماضي فيهتم بالحاضر ويفكر في المستقبل المشرق .
لاحظت أن الأفكار الوسواسية قد تغلبتي عليها من جراء مامريتي به من الصعاب ، ولكن أقولها لك ولله الحمد فقد تجاوزتي هذه المحن وإستطعتي أن تخرجي منها بأقل التكاليف .
من المعلوم أنَّ الأفكار الوساوسية التي تعاني منها أدت إلى حدوث نوع من التغير البيولوجي والكيميائي، وهذا التَّغير يتعلق بما يُعرف بالموصلات العصبية أو الناقلات العصبية، وهنالك عدة مواد كيميائية أهمّها المادة التي تُعرف باسم سيرتونين.
لا شكَّ أنَّ الوساوس تولِّد الإحباط وتولِّد الاكتئاب والضيق والحزن والبكاء والتوتر، وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكرة نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
وكل هذا بسبب الرسائل السلبية ( أنك غير قادرة على مواجهة الآخرين ، لا تستطيع ان تنجزي أي شيء ، كل الناس افضل منك ، غير قادرة على التفكير الإيجابي ) التي برمجتها في عقلك الباطني بالفعل قد تحققت على أرض الواقع وأصبحت جزءا من حياتك، وهذه هي التي أثرت عليك وأضعفت من شخصيتك، وجعلتك تنسحبين من الواقع ولا تستطعين مواجهة الآخرين.
لا أريد أن أسمع منك الانهزامية وعدم التغلب على هذه الأفكار، فهذه الرسائل ستؤثر عليك، ولا تعطيك دافعية، ومهما تعثرت في مسيرتك تستطيعين أن تتداركي الأمر وتقومي وتواصلي مسيرتك بكل همة وجدارة وتفوق، فالإنسان يزداد قوة وصلابة وحنكة كلما ازدادت صلابته وتمسكه بالشيء الذي يريد أن يحققه، وكلما كان صابراً صامداً لا تهزه الصدمات ولا الأزمات، وكلما واجهته مشكلة يُعالجها برؤية وحكمة وشجاعة وهو شامخ لا يهتز .
اعليم أن كل واحد منا يملك رغبة في تحقيق أحلامه فيسعى في الحصول على مفاتيح السعادة لكي يعيش سعيدا ولكن لا بد من المرور بعثرات ولحظات نقف فيها عاجزين، وقد يزداد ألمنا حين نفشل في تحقيق أهدافنا ولم نحصل على حظوظنا، وهنا يأتي دور استبدال الألم بالأمل، وينتصر الأمل على اليأس والتفاؤل على التشاؤم والرجاء على القنوط، وكل هذا بقوة الإيمان ثم بقوة العزيمة والإرادة.
ولهذا لا أريدك أن تقفي أمام مشكلة واحدة وتجعليها محور حياتك بل امض إلى الأمام بخطى ثابتة ولا تنظري إلى الخلف فالنظر إلى الخلف سيعثر خطاك، والحظوظ كثيرة إن لم تحصلي على هذه ستحصلي على الأخرى ، ولكن دائما تفاءلي .
أبعدي عنك الأفكار الانهزامية، أبعدي عنك الأفكار التسلطية، فلا تتركي الشيطان ووساوسه يتغلبون عليك.

ولكي تتغلبي على هذا الخوف والضيق والتوتر أختي السائلة مطلوب منك الخطوات التالية :
1- أكثري من الدعاء والأذكار والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
2- توقعي الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريق فلا يمتَلككِ الإحباط واليأس، وإنَّما حاولي أن تتجاوز ذلك بسرعة، وكوني متفائلة وإيجابية.
3- درِّبي نفسك على تحدي الأفكار الوسواسية السوداوية بالمواجهة، ودائماً امشي عكس تيار أفكارك.
4- برمجي نفسك على أنَّ كل سلوكياتك مبنية على الصحيح، ولا تُعيديها مرة أخرى، ودرِّبي نفسك مرة تلوى الأخرى إلى أن يُصبح أي عمل عندك طبيعياً ، وإياك والخوف، فلا تعطيه مجالا في فكرك.
5- مارسي تمارين الاسترخاء ، وذلك بإتباع الخطوات التالية :
- اختاري مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلق على ظهرك على السرير أو على كرسي مريح, وتأكدي من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرة أو ضاغطة على بعض أجزاء الجسم.
- اصرفي انتباهك عن المشكلات التي تشغل بالك في هذه اللحظة, وفكري في حدث سعيد, مع التركيز على إتمام وتجويد الخطوات التي تقوم بها.
- خذي نفسًا عميقًا عن طريق الأنف, ثم احبسيه بالصدر لمدة ( 10 ثوان), ثم أخرجيه تدريجيًا ببطء وقوة عن طريق الأنف والفم معًا, كرري هذا التمرين 3 مرات.
- عضلات اليد والكتف:
اقبضي كفة اليد اليمنى واضغطي عليها بشدة لمدة ( 5 ثوان), ثم ابسطيها ودعيها مسترخية لمدة ( 10 ثوان), ولاحظي الفرق بين التوتر والاسترخاء, كرري ذلك 3 مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكررة في الخطوات القادمة دون الحاجة لتكرار ذكرها, وهي: قبض وشد وتوتر لمدة 5 ثوان, ثم بسط وإطلاق واسترخاء لمدة 10 ثوان, تكرار ذلك 3 مرات, مع ملاحظة الفرق بين التوتر والاسترخاء في كل مرة .
7- إياك واليأس والقنوط، بل دائماً ارسمي في ذهنك صور التفاؤل والراحة، وأخرِجي من عقلك الباطني الأفكار الوسواسية السوداوية، وأنَّك قادرة على التَّغلب على هذه الأفكار وتنفيذها في عقلك الواعي، بإذن الله تعالى ستطمئني، وترتاحي وتزول عنك كل هذه الأفكار.
8- فكري في النجاح في مشوارك العملي بتفوق وجدارة ولا تهتمي بمضايقة الآخرين .
9- أنصحك بعمل جلسات إرشادية نفسية وفي أقرب وقت ممكن، فهذه تساعدك على إبعاد الأفكار الوسواسية، وتعيشي حياتك طبيعية .
10- ابتعدي عن العزلة والإنطوائية، ولا تلجأي إلى الحسرة والندم، وإعلمي أن الأمور تسير بقضاء الله وقدره، وأن مع العسر يأتي اليسر ومع الضيق سيأتي الفرج بإذن الله تعالى .
نريد أن نسمع أخبارك الطيبة ، وأنك تحسنتي للأفضل .

وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما