728 x 90



img

دعا محمد عقيل البنعلي المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية “وياك” رؤساء مجالس الإدارة وأصحاب الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية والجمهور من المواطنين والمقيمين إلى المبادرة بدعم الجمعية التي تعمل على إقامة المشاريع النفسية والسلوكية والتربوية المختلفة

وأوضاف فى لقاء مع الصحفيين ان الجمعية هدفها نشر ثقافة الصحة النفسية في الأوساط الاجتماعية المختلفة والمحافظة على الأسرة التي تشكل النواة الأساسية للبناء الاجتماعي وذلك بالحد من ظواهر الطلاق والإدمان والانتحار وتقديم الدعم والعلاج والإرشاد النفسي لمستحقيه. وفيما يلى نص اللقاء.

في البداية أرجو التكرم بايضاح موقع “وياك” من خارطة العمل الخيري والإنساني في قطر والمنطقة ؟

جمعية أصدقاء الصحة النفسية “وياك” هي جمعية أهلية خيرية ، تأسست في عام 2012 كهيئة تطوعية مسجلة ومعترف بها بناء على قرار السيد وزير الشؤون الاجتماعية رقم (4) لسنة 2012 وهي جمعية تسعى لتقديم الدعم لمتلقي الخدمات النفسية من خلال البرامج المختصة وتوعية أفراد المجتمع بأهمية الصحة النفسية، والوصول بالفرد لتبني فلسفة عامة في الحياة تسمح له بأن يتصرف بكفاءة ونجاح يتناسبان مع إمكاناته.

شرعتم بالعمل الفعلي منذ ثلاث سنوات فقط أي بعد إشهاركم بعام لكنكم الآن أصبح صيتكم واسع وسمعتكم تخطت الآفاق داخل قطر وخارجها ، فما سبب هذا الانتشار السريع ؟

نحن جمعية متخصصة ومناط عملنا حساس جداً وهو النفس البشرية نتعامل مباشرة مع احتياجاتها وهي أهم احتياجات الإنسان في تحقيق السلام والسكينة والطمأنينة والنجاح في الحياة الزوجية والدراسية والعملية ،نقدم خدماتنا المدعومة من أهل الخير مجاناً لمستحقيها ، وخاصة المرضى النفسيين وسبب انتشارنا الواسع حجم المشاريع الكبير التي ننفذها لخدمة المجتمع ، فقد سجل شهر مارس الماضي تقديم ثلاثين فعالية مختلفة بمعدل فعالية واحدة يوماً تراوحت بين محاضرة تثقيفية ودورة تدريبية وورشة عمل مختصة بالصحة النفسية كذلك تقديم الخدمات الإرشادية والعلاجية لملتقي الخدمات النفسية ولكل من يطرق بابنا سواء الاستشارة على الموقع الإلكتروني والمتوفرة على مدار الساعة أو الإستشارات عبر الهاتف لساعات محددة حالياً، وتنفيذنا للعشرات من جلسات العلاج النفسي والزيارات المنزلية للمساعدة في الحد من المشكلات الأسرية. كل هذا جعلنا أكثر قرباً والتصاقاً بأفراد المجتمع لأننا لامسنا قضايا تهم الأسرة والأبناء.

فتوى القرضاوى

لماذا تقدمتم مؤخراً بعرض واقع الجمعية على فضيلة د. يوسف القرضاوي والذي أصدر فتواه بجواز تقديم الزكوات والصدقات والتبرعات للجمعية ولم تلجأوا مثلاً لصندوق دعم الأنشطة الرياضية والاجتماعية مثلاً ؟

أود في البداية الإشارة إلى أن زيارتنا لفضيلة إمام الوسطية الإسلامية المعاصرة فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي كانت زيارة ودية وتشاورية في شؤون جمعيتنا والدور المحلي والإنساني الذي تمارسه أو تطمح إليه وعرض حال الجمعية واحتياجاتها كان في سياق الحديث الطويل مع فضيلته .

وبخصوص الإجابة على سؤالكم ، نعم الجمعية تتلقى دعماً مقدراً من صندوق دعم الأنشطة الرياضية والاجتماعية ويعتبر دعمهم لنا الركيزة الأساسية لنا في الإستمرار وتقديم الخدمات، كما نتلقاه من مؤسسات أخرى داعمة ، ولنا شركاء نجاح كثيرون وعقدنا تفاهمات مع العديد من المؤسسات الخيرية والصحية وجمعيات النفع العام والمؤسسات التعليمية والإعلامية وكلها تساعدنا في تحقيق أهدافنا ورسالتنا المجتمعية بوسائلها وإمكاناتها الخاصة وهي ليست بالضرورة مالية دائماً ، ولكن حجم أعمالنا كبير جداً يستنزف ما يقدم لنا حالياً وطموحنا سقفه مرتفع جداً ، إذ أننا نسعى لفتح مركز “وياك” للتطوير الذاتي والنفسي وأيضاً مركز عالمي للدراسات والأبحاث النفسية والمجتمعية ،كما أننا نسعى لفتح فروع للجمعية في المدن القطرية المختلفة لإيصال خدماتنا لكافة المناطق ، كما أن تكاليف جلسات العلاج النفسي – كما هو معلوم باهظة للغاية – تتحملها الجمعية بالكامل ، ونود أن تكون خدمات الاستشارات النفسية الهاتفية على مدار الساعة ، ونتمنى وصول خدماتنا إلى مخيمات اللجوء ومساندة المحتاج في كافة المنطق التي يتضاعف فيها الضغط النفسي نتيجة الحروب والكوارث واللجوء القسري وهذه الأمور تستنزف المال كما أننا نحتاج إلى كوادر كثيرة مكونة من الاستشاريين النفسيين والمرشدين المجتمعيين والفنيين ونحتاج إلى أدوات ووسائل ومبانٍ وغير ذلك مما يعيننا على أداء دورنا المتكامل ، لذا فنحن نحتاج إلى دعم كبير من المؤسسات العامة والخاصة والأفراد ‘ فكانت فتوى د. القرضاوي بجواز دفع الزكوات والصدقات لمشاريع الجمعية والتي ستعيننا على تنفيذ جميع أهدافنا وطموحاتنا.

هل بالفعل المجتمع القطري بحاجة لمثل هذه الجمعيات كــ ” وياك”

في البداية كنا نتوقع بأن عملنا سيكون محصوراً بأنشطة وبرامج محددة ، ولكن فوجئنا بان حجم الطلب المتزايد على خدماتنا يزداد ويضطرد بوتيرة متسارعة تعدت حجم استعدادنا المالي والإداري ، رغم ذلك نجحنا بتقديم الخدمات المتعددة ،وكمنظمة مجتمع مدني اصبح مطلوب منا الكثير وخاصة في تقديم الخدمات الإرشادية، لان العديد من متلقي الخدمات النفسية يعزفون على مراجعة الاطباء لاعتبارات الوصمة والصور النمطية التي ما زالت سائدة عن المرض النفسي ،، فكانت وياك الملجأ لهم ببعدها عن فتح الملفات والمسميات وهذا ما جعل الإقبال علينا كبير وكبير جداً. أما بالنسبة للحاجة لا احد يستطيع أن ينكر حجم الضغوطات والإشكاليات التي تواجهنا في حياتنا اليومية مما سببت كثير من الإرهاصات التي بدأت تتفشى في المجتمعات مما ولد الحاجة لوجود جمعية مثل ” وياك” .

تتحدثون عن تكاليف باهظة للخدمات التي تقومون بتقديمها فهل تستطيعون إعطاء القراء فكرة عن هذه التكاليف؟

ذكرت لكم في جوابي على سؤالكم السابق فكرة عن تكاليف التشغيل والتي تتطلب عمالة كبيرة من الاستشاريين النفسيين والمرشدين المجتمعيين ومبان وأجهزة وأدوات ولدينا تكاليف العلاجات النفسية باهظة الثمن والتي لا نحمل المرضى شيئاً منها وننتظر دعم أهل الخير لهذه التكاليف وتكفي الإشارة إلى أن المريض النفسي الواحد قد يحتاج إلى جلسات تمتد لعدة أشهر تكلف الجلسة الواحدة الكثير كما أود إعطاء فكرة عن تكاليف الاستشارات عبرالهاتف بلغت في العام الماضي فقط مبلغ (916) ألف ريال قطري، بينما بلغت عبر الموقع الإلكتروني (252) ألف ريال ، وبلغت تكاليف الجلسات الإرشادية في نفس العام (288) ألف ريال . علاوة على تكاليف حجز القاعات وأجور المحاضرين وغير ذلك مما لا ينتهي الحديث عنه.

ولتسليط الضوء أكثر على حجم النفقات الإدارية والتشغيلية ونفقات وتكاليف الفعاليات فقط فيكفي أن أورد هنا هذه التكاليف التقديرية للعام الجاري فقط وهي (9,496,699) مليون ريال قطري منها (2,250,699) مليون للمصاريف تشغيلية و(7,246,000) للأنشطة والبرامج النفسية والأرشادية ، هذا للواقع القائم فلو أردنا تنفيذ طموحاتنا في إنشاء مركز وياك ومركز للبحوث والدراسات النفسية وفروع في المدن وتوسيع أعمالنا خارجياً لتشمل مخيمات اللجوء السوري وغيرها من الأماكن التي تحتاج خدماتنا فبالتأكيد سنحتاج أضعاف هذه التكاليف والتي نعول بها على المزكين والمتبرعين الكرام.

المعلوم أن أموال الزكاة تنفق على أبواب ثمانية فأين مشاريع “وياك” من هذه الاموال ؟

بداية أود الإشارة إلى الجزئية التي أشارت إلى هذه النقطة من الفتوى الصادرة عن فضيلة رئيس هيئة علماء المسلمين والتي جاء فيها:” على أن يراعى.. أن توجه هذه الخدمات المجانية إلى فقراء المسلمين دون أغنيائهم ؛ إذا كان مصدرها أموال الزكاة ؛ لأن الزكاة إنما تؤخذ من أغنياء الأمة لترد إلى فقرائها. وفي الحديث:” لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي”.. ومن لا يجوز أن يُعطى من الزكاة ، فلا مانع أن يُعطى من الموارد الأخرى ، التي لا يدقق في مصارفها ، كما يدقق في أموال الزكاة” .. وقد أشارت فتوى فضيلته إلى أن ما نقوم به فرض كفاية يجب أن تقوم به طائفة من المسلمين وهو من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى .

هناك في الموضوع أمور عدة ففي إيراداتنا زكوات وفيها تبرعات وصدقات غير الزكاة وكذلك فإن المستفيدين من خدماتنا فيهم الغني وفيهم الفقير وكذلك فيهم المسلم وغير المسلم ، فكيف يتم تنظيم هذا الأمر ؟

في البداية أود الإشارة إلى أننا نقوم بتقسيم الإيرادات زكوات قسم وتبرعات قسم آخر ، الزكوات لا ينفق منها إلى على الفقراء المسلمين من المستفيدين من خدماتنا وهم الأغلبية الساحقة فنحن في البداية نقدم معظم خدماتنا في قطر وهي بلد إسلامي معظم سكانه من المسلمين وإذا قدمنا خدماتنا خارج الحدود فنحن نقدمها في مخيمات اللجوء السوري أو في قطاع غزة أو البلدان ذات الظروف المشابهة والأغلبية الساحقة فيها من المسلمين والفقراء أيضاً نتيجة ظروفهم الراهنة ، أما الأغنياء وغير المسلمين فهم يستفيدون من خدماتنا المقيمة بأنواع التبرعات الأخرى.

وأود هنا أن أقدم ملاحظة أن معظم المستفيدين من خدماتنا هم من الفقراء المستحقين ؛ حيث أن الفقر سبب رئيس للمرض والضغوط النفسية التي تترتب عليها الكثير من المشاكل ذات الأبعاد كالطلاق والإدمان والانتحار والتي نعمل للحد منها في المجتمعات.

الصحة النفسية

ليس من اليسير أن يفصح المصاب نفسياً عن إصابته فتتضاعف حالته سوءاً ما الذي قدمتموه للوصول إلى من يخجلون من عرض أحوالهم النفسية ؟

نحن في ” وياك” نسعى بكل الوسائل المتاحة لنشر ثقافة الصحة النفسية وما نقوم به يتفق مع الجانب الصحي المتكامل في رؤية قطر 2030 فانطلقنا إلى المدارس والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية لنشر ثقافة الصحة النفسية ونؤكد خلال ذلك أن الإفصاح عن المرض النفسي هو كالأفصاح عن المرض العضوي وأنهما يستويان في أن لكلاهما علاج ، وقد أطلقنا مؤخراً حملة “مهو بعيب” حيث يتجول اسشاريونا النفسيون ومرشدونا المجتمعيون في الأماكن العامة كالمولات والأسواق لمد يد العون إلى جميع من يطلب النصح والإرشاد فهناك الكثير من الإطضرابات النفسية والسلوكية كالاكتئاب وتعاطي المخدرات، واضطرابات فرط الحركة ، ونقص الانتباه , واضطرابات الذاتوية ، والاضطرابات النمائية المنتشرة واضطرابات الأكل وغيرها من المشكلات السائدة في المجتمع ،وكثير من الأفراد لا يعرف الوجهة المناسبة لحل المشكلة ، لهذا كانت هذه الحملة لمساعدتهم وتوجيههم ، ونسعى لاستمرار هذه الحملة لشهرين آخرين بعد شهر رمضان المبارك ، وستقام هذه الحملة كل عام – إن شاء الله- حيث نقترب من خلالها ممن يرهبون ويخجلون من الاقتراب منا.

الأسرة هي اللبنة الأساسية في البناء الاجتماعي والحفاظ عليها حفاظ على سلامة المجتمع وأمنه ، ولكن هناك مشاكل -تعود غالباً لأسباب نفسية- قد تعصف بهذه الأسرة كالطلاق والإدمان والانتحار ، فماذا قدمتم لهذه الأسرة ؟

لا أكون مغالياً لو قلت لكم بأن الأسرة كانت الهاجس الأول الذي دفع بسعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية والذي قال لي بالحرف الواحد يوم عقدنا الاجتماع الأول الخاص بإطلاق فكرة الجمعية قال لي : أريد أن تصل خدمات “وياك” لكل بيت يحتاجها في قطر ، نعم لدينا مشاريع وبرامج كثيرة للحفاظ على الأسرة وأولها مشروع إصلاح ذات البين والحد من ظاهرة الطلاق ، وذلك انطلاقاً من قول الله تعالى في الاية (14) من سورة النساء “لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيما” وهذا المشروع من المهام الجليلة التي نتوالها للحد من المشاكل الأسرية وخاصة الطلاق وذلك للحفاظ على الأسرة ومنع تشرد الأبناء ، كما أننا ننظم ورشة خاصة بالمتزوجين الجدد والمقبلين على الزواج اسمها ورشة ” الرومانسية النفسية في الحياة الزوجية ” وهي تهدف إلى تعميق أواصر المودة والرحمة بين الأزواج ، ولدينا أيضاً البرنامج الوقائي والعلاجي للإدمان على المخدرات حيث يشكل الإدمان على المخدرات أشد أنواع الأمراض النفسية فتكاً بالإنسان وبأسرته ، وعندما يقع الإنسان فريسة بين يدي هذا الداء فإن حياته وحياة أسرته مهددة بالدمار الكامل.

مشاريعكم كثيرة وتستأهل وجود كوادر وطنية للإسهام في تنفيذها فماذا فعلتم في هذا السياق؟

أطلقنا دبلوم خاص بتدريب وتأهيل فريق نفسي مجتمعي من المواطنين والمقيمين في مجال الإرشاد النفسي, وقد عملنا خلال ما يزيد على عام ,ونصف من التدريب المتواصل لصقلهم وتسليحهم بالمهارة العلمية التربوية وذلك ليتسنى لهم تقديم خدمات الإرشاد النفسي والتربوي والأسري ، وقد حصل المتدربون على شهادات علمية تخصصية من مختصين عالميين مشهود لهم بالكفاءة وتوثيق شهاداتهم من جامعات معتمدة بإشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية ” وياك “.

البنعلي: نسعى لفتح مركز "وياك" للتطوير الذاتي وفروع للجمعية في عدة مدن بالدولة

الصور

اقرأ ايضا

الأقسام