728 x 90



img

تعد السفيرة الفخرية لجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» الإعلامية إيمان عياد، التي تعمل حاليا كمذيعة أخبار رئيسية في قناة الجزيرة، واشتهرت كمقدمة برامج من الطراز الأول، تعد واحدة من أهم السيدات العربيات المهتمات بالعمل الخيري، إذ تعتبر عضوا في العديد من المنظمات والفعاليات والأنشطة الخيرية داخل قطر وخارجها. ومن خلال موقعها كشخصية عامة ذات تأثير اجتماعي بالغ، تقوم عياد بدورها هذا خير قيام. وفي هذا الحوار مع قسم الإعلام بجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، تتحدث إيمان عياد عن اختيارها سفيرة فخرية للجمعية، ورهاناتها المستقبلية لخدمة رسالة الجمعية..
ما الذي يعنيه لك اختيارك سفيرة فخرية لجمعية «وياك»؟
– البداية أود تقديم الشكر الجزيل إلى سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، وإلى سعادة السيد حسن عبدالله الغانم نائب رئيس مجلس الإدارة، وأعضاء المجلس الموقر، على ثقتهم الغالية باختياري كسفيرة فخرية للجمعية، وأنا أعتبر هذا الاختيار تكليفا أكثر منه تشريفا، إذ يتعين علي نتيجة هذا الاختيار أن أحمل جزءا من مسؤولية الجمعية الكبيرة في نشر ثقافة الصحة النفسية على أوسع نطاق ممكن، وأود بهذه المناسبة أن أعبر عن إعجابي بهذه المبادرة التي تتعلق بتأسيس جمعية متخصصة في الصحة النفسية، مهمتها رفع الوعي العام بأهمية الاستقرار والتوازن النفسي في حياتنا المعاصرة.

ما الذي يمكن أن تقدمه إعلامية بمكانة السيدة إيمان عياد للإسهام في نشر أهداف ورسالة ورؤية الجمعية؟
– أحمد الله تعالى على نعمة محبة الناس وقبولهم لي، وهو أمر اكتسبته من خلال تواصلي مع جمهوري عبر قناة الجزيرة التي أفخر كثيرا بالعمل فيها، ونحن كإعلاميين يقع على عاتقنا مسؤوليات اجتماعية يجب الإيفاء بها، وأن لا نبقى منعزلين عن مجتمعاتنا، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا النسيج المجتمعي، وتعتبر قضايا الإنسان من أولى الأولويات التي تهم الإعلام والإعلاميين. وجودي سفيرة فخرية في الجمعية سيدفعني للعمل من خلال حضوري الإعلامي على نشر أهداف ورسالة ورؤية الجمعية على أوسع نطاق بين قرائي ومتابعي وربما من خلال بعض الندوات واللقاءات التي سأشارك فيها في المستقبل، أو المحاضرات التي سأدعى إليها للحديث عن هذا المجال، وأنا على استعداد تام لأي أمر أستطيع القيام به.
«وياك» لا تحتاج إلى نصائح
برأيك، ما الخطوات التي ينبغي على الجمعية القيام بها لتطوير أدائها مستقبلا؟
– مما لا شك فيه أن الدور الذي تقوم به «وياك» في مجال نشر ثقافة الصحة النفسية والمجتمعية دور كبير ومهم، وأكاد أجزم أنها لا تحتاج نصائح، وقد قامت بما يتعين عليها، لكني أدعوها إلى إنشاء مركز خاص بالدراسات النفسية بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية المختلفة وتنظيم المسابقات البحثية في هذا الميدان، كما أتمنى أن تصدر الجمعية دورية باللغتين العربية والإنجليزية تشتمل على آخر الدراسات النفسية والسلوكية والمجتمعية، وكذلك على مقالات خلاقة لعدد من النفسيين العرب وغيرهم لتكون مرجعا يسجل لقطر في هذا المجال.

هل تعتقدين أن الساحة المحلية والعربية تحتاج في الوقت الراهن إلى قيام هذا النمط من الجمعيات؟
– مما لا جدال فيه أن مجتمعاتنا العربية بشكل عام تعاني من ضعف الاهتمام بهذه القضية وندرة المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية، التي أصبحت الحاجة إليها ماسة جدا في الوقت الراهن، فحياتنا العصرية ووتيرتها تفرض علينا ضغوطا كبيرة تؤدي إلى اختلال التوازن النفسي لدي قطاع واسع من الجمهور العربي، وتترك تأثيرات بالغة في بنيتنا النفسية دون أن نشعر أحيانا، وقد لا ندرك عمق هذه التأثيرات إلا بعد أن تتحول إلى سلوكيات وطبائع وميول نفسية غير سوية.

ما تفسيرك لحالة الشعور بالخجل والحرج التي تعتري البعض عندما ينصح بمراجعة العيادات النفسية أو طلب الاستشارة من جهة مختصة بتقديم الاستشارات التي تتعلق بالصحة النفسية؟
– أود الإشارة في بداية إجابتي على هذا السؤال إلى أن المرض النفسي أو المشكلة النفسية هي كأي مرض عضوي قد يصيب الإنسان فيدفعه للذهاب إلى الطبيب المختص، فيتعين هنا أن نعرف أنه ينبغي المبادرة للذهاب إلى الطبيب أو المرشد النفسي من أجل المساعدة للتخلص من المشكلة التي تعتري أحدنا، وبالمناسبة هذه المشكلة بدأت في طريقها إلى الزوال بعد حركة الانفتاح على العالم ومتابعة ما يحدث فيه، وقد أسهمت البرامج الوثائقية والسينمائية الغربية من التأثير في إحداث هذه النقلة، وكم سمعنا عن علماء وفنانين ورجال أعمال وقادة وزعماء سياسيين غربيين لهم ملفات مفتوحة في العيادات النفسية ويراجع أحدهم هذه العيادة، كما يراجع طبيب أسنانه أو مستشاره للأمراض الباطنية أو حتى عيادات التجميل.
تخليص بعض الأسر من حالات التوتر

هل تعتقدين أنه من الواجب على الأسرة العربية فتح أبوابها للاستماع إلى نصائح تسديها جمعيات الصحة النفسية؟
– بكل تأكيد، فهذه الجمعيات تهدف بالدرجة الأولى إلى تخليص هذه الأسر من حالات التوتر التي تعصف بها وتفضي إلى النزاعات ومشاكل لا حصر لها كالطلاق، فوجود المرشد والمرشدة النفسية والمجتمعية قريبا من هذه الأسرة سيؤدي بالتأكيد إلى تحقيق الاستقرار في الأسرة أو على الأقل التخفيف من حدة التوتر، وقد أسعدني كثيرا ما قامت به «وياك» من تخريج للدفعة الأولى من الحاصلين على دبلوم المرشد النفسي المجتمعي، وأسعدني أكثر أنني علمت أن هذه هي الدفعة الأولى من الخريجين وستتبعها دفعات أخرى في المستقبل.

تشير بعض الدراسات إلى أن مهنة الإعلام من أكثر المهن تعرضا للاحتراق النفسي، فما المطلوب من القائمين على وسائل الإعلام لمواجهة ذلك، برأيك؟
– هذه حقيقة للأسف! فالإعلامي قريب جدا من الأحداث العالمية ومنها كوارث طبيعية ونزاعات وصراعات سياسية واجتماعية، وإن كان من المتعين على الإعلامي أن يقف تجاهها على الحياد، لكنه يبقى إنسانا، فلا نستطيع أن نقول للإعلامي لا تتأثر لمصرع أطفال أبرياء نتيجة قصف غاشم في فلسطين أو سوريا أو غيرها، لا بد له أن يتأثر لاسيما أنه يشاهد أحيانا مشاهد يحظرها الإعلام على المشاهدين لفداحتها وقسوتها، المطلوب من الإعلاميين القراءة أكثر في مجال الصحة النفسية للحفاظ على توازنهم النفسي جراء ما يتعرضون له من مواقف ومشاهد مؤلمة، وأتمنى أن تقوم الجمعيات التي تعنى بالصحة النفسية بالتواصل مع الإعلاميين لنصحهم وإرشادهم لما ينبغي عليهم لمواجهة المشاهد والأخبار المؤلمة.
التخفيف من حدة الأزمات

ما الذي يمكن أن تقدمه «وياك» لمواجهة اضطرابات ناشئة عن الصراعات الداخلية وما ينتج عنها أحيانا من تهجير قسري؟
– التهجير القسري أصبح سمة عالمية في الوقت الراهن -للأسف- وذلك بسبب الحروب والصراعات السياسية، ومما لا شك فيه أن الشخص الذي يهاجر من وطنه قسرا وقد فقد بيته وعمله وماله وذكرياته وقبل كل ذلك وطنه الذي ولد وترعرع فيه سيقع فريسة للإجهادات والمشاكل النفسية خاصة إذا تعلق بالهجرة خيار صعب كركوب البحر والغرق ورفض الاستقبال والضياع على الحدود الفاصلة بين البلدان، وهنا من المتعين على الجمعيات النفسية أن تقوم بعملها في التخفيف من حدة الأزمات النفسية خاصة التي تصيب الأطفال والنساء والضعفاء إجمالا وذلك بالذهاب إلى مخيمات اللجوء ومناطق التهجير، ونحن كسفراء فخريين في هذا المجال يقع علينا جزء من مسؤولية هذه المهمة، والحديث في جميع الأوساط والمحافل الدولية للحد من هذه الهجرة وأخطارها على مستقبل البشرية، وضرورة التدخل النفسي والحد من الآثار النفسية للصدمات التي يتعرض ممن تعرضت بلدانهم للنزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية.

مررتِ بتجربة شخصية صعبة في مرحلة ما، كيف استطعت التعامل مع الضغوط النفسية خلال تلك التجربة؟
– هذا سؤال مهم. من خلال تجربة المرض التي مررت بها، كان الاتزان النفسي بكل صراحة بمثابة الجدار الذي ينبغي أن يبقى قائما ولا ينهار؛ لأن انهياره ربما يُفشل فكرة العلاج من أساسها.
ولعل كثيرين لا يعلمون أن استجابة أجسامنا للأدوية مرتبطة كثيرا بحالتنا النفسية، ولهذا ثمة حرص طبي دائما على رفع معنويات المريض كجزء من خطة العلاج بالنسبة لي، فقد اعتمدت عدة أشياء في مواجهة تحدي الاتزان النفسي وهو بلا شك كان تحديا قاسيا، أولا: القراءة عن المرض والتثقف فيه والتركيز على الحالات التي مثلت نجاحات في علاجه واستطاعت التغلب عليه، وهذا النوع من القراءة ساعدني في مقاومة الضغوط النفسية. ثانيا: تبادل الأحاديث مع الأصدقاء المقربين منحني جرعة أمل وقوة خاصة مع أولئك الذين يملكون القدرة على بث الأمل ولديهم ثقافة ومعرفة. وثالثا: البعد الروحي وهو بلا شك عنصر أساسي ويتفق مع ثقافة شعوب منطقنا العربية التي تجد في الروحانيات عادة ملاذا كبيرا من الضغوط النفسية الناجمة عن الأمراض وغيرها من النوازل. ورابعا: استعنت في مرحلة من المراحل بمراكز طبية متخصصة في النقاهة، وهذه المراكز تملك وسائل حديثة ومهمة في تخفيف الضغوط النفسية المصاحبة للتجارب المرضية القاسية.;

الإعلامية إيمان عياد: أحمل على عاتقي مسؤولية نشر ثقافة الصحة النفسية