728 x 90



img

انطلقت بجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» فعاليات البرنامج التدريبي للاستشارات النفسية الإلكترونية، الذي يستهدف مجموعة المرشدين النفسيين والمجتمعيين، الذين تم تأهيلهم لهذه المهمة في الربع الأول من العام الحالي. وستتواصل فعاليات هذا البرنامج المكثف، الذي يحاضر فيه المدربون د. أحمد المحمدي ود.محمد حسين ود.شحاتة محروس خلال الفترة بين الخامس إلى العاشر من نوفمبر الحالي بواقع 4 ساعات يومياً.
وقال د. سمير سمرين: تأتي إقامة هذه الدورة في سياق حرص الجمعية على تحقيق نوع من الإثراء المعرفي لفريقها الإرشادي الأول، الذي عملت الجمعية على تأهيله أكاديمياً لما يزيد عن عام كامل ليتسنى له القيام بدوره على أحسن وجه، كما أن الاستفسارات الكثيرة التي وردت لموقع الجمعية من قبل المسترشدين جعلتنا نفكر بتأهيل كادر مختص من المرشدين النفسيين للرد على الاستفسارات وتقديم الحلول سعياً منا لتحقيق أهداف الجمعية المتمثلة في تقديم الدعم لمتلقي الخدمات النفسية وتقديم الاستشارات النفسية لكل من يسأل ويسترشد.
وأضاف: إن «وياك» ستواصل دورها الخلاق لتحقيق رؤيتها والوصول بخدماتها لجميع الفئات الاجتماعية وذلك عن طريق تأهيل المزيد من الفرق الإرشادية المؤهلة على أحسن وجه.
ويتحدث المرشد النفسي المجتمعي ومنسق الدورة، محمد كمال، عن المحاور الرئيسية الثلاثة وهي الإرشاد الديني وأهميته في الاستشارات الاجتماعية ويتحدث فيه د. أحمد المحمدي، مهارات الإرشاد الأسري ويتحدث فيه د. محمد حسين، وأدوار الأخصائي النفسي الأسري ويحاضر فيه د. شحاتة محروس.
ويتناول المحور الأول تعريف الإرشاد الديني وأهمية الاستشارة وأركانها ومسلمات الإرشاد النفسي الديني ودور الإسلام في الإرشاد وفلسفة البلاء والحقائق الأربع والإيمان بالقضاء والقدر والأهداف العامة للإرشاد النفسي الديني.

حسين: العلاقة الإرشادية قائمة على التقبل والفهم والتواصل

تحدث د. محمد حسين عن مهارات الإرشاد الأسري، ومن المتوقع مناقشة مجموعة من الأمور؛ منها تعريف هذه المهارات وأسباب الإصابة بالمشكلات النفسية وعلم الإرشاد النفسي والشروط المتعين توافرها في المرشد النفسي، ومنها أن يكون المرشد مقبلا على العمل في مجال الإرشاد محباً له وأن يكون لديه رصيد معرفي وتربوي ونفسي، وأن يتمتع بمعرفة مكثفة بمجال أو أكثر من مجالات المعرفة وأن يكون لديه حساسية لإدراك المشكلات وتعريفها وأن يتمتع بالقدرة على استنطاق المسترشدين وأن يجيد مهارات الملاحظة والتعامل مع الاختبارات والاستبيانات والمقابلات الشخصية.
كما يتحدث عن خصائص العلاقة الإرشادية، التي تتمثل في أن الإرشاد علاقة تشاركية تسمح للمسترشدين بأن يعبروا بحرية عن أنفسهم وأن يكشفوا عن ذواتهم دون حواجز أو دفاعات، وكون الإرشاد يهتم بالتأثير في التغيير الإرادي للسلوك من قبل المسترشد والغرض من الإرشاد هو تهيئة الظروف التي تيسر من التغير الإرادي للمسترشد وتنظم العلاقة الإرشادية على أساس حدود مقررة لهذه العلاقة وتوافر الظروف أو الشروط التي تيسر التغير السلوكي من خلال المقابلات والإنصـــــات ركن أساسي من أركان العلاقة الإرشادية ويتم الإرشاد في إطار من الخصوصية، كما يتحدث المحاضر عن عناصر العلاقة الإرشادية المتمثلة في التقبل والفهم والتواصــــــل والحساسية، كما تناقش في هذا المحور مقومات عملية الإرشاد وأساليبه والإرشاد الجماعي ومميزاته وعيوبه واستخدام اللعب في عملية الإرشاد والأساليب المتبعة في ذلك وفوائد هذا النوع من الإرشاد.

المحمدي :الاستشارة أصيلة
في الإسلام

عرَّف د. أحمد المحمدي، الاستشارة بأنها عملية إرشاد الفرد إلى الطرق المختلفة التي يستطيع عن طريقها اكتشاف واستخدام إمكاناته وقدراته، وتعليمه ما يمكنه أن يعيش في أسعد حال ممكن بالنسبة لنفسه وللمجتمع الذي يعيش فيه، موضحاً أنها تدور في جملتها حول عملية مساعدة الفرد في فهم وتحليل استعداداته وقدراته وإمكاناته وميوله والفرص المتاحة أمامه ومشكلاته وحاجاته، واستخدام معرفته في إجراء الاختيارات واتخاذ القرارات لتحقيق التوافق بحيث يستطيع أن يعيش سعيداً.
وتحدث المحاضر عن تأصيل الاستشارة وأهميتها في الدين، موضحاً أنها تكمن في عدة أمور؛ أولها: أمر الله نبيه أن يستشير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين رغم أنه مؤيد بوحي ومعية خاصة من الله تعالى قال تعالي: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} وثانيها: مدح الله تعالى المؤمنين وذلك لأن أمرهم بينهم شوري قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وهذه الآية نزلت فى مكة قبل قيام الدولة الإسلامية، ففيها دلالة على أن الشورى المعنية هنا ليست الشورى المتعلقة بالدولة بل هي بين المسلمين عموم والدعاة خصوصاً، وثالثها: ممارسة الرسول للمشورة حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: «ما رأيت أكثر من رسول الله مشاورة لأصحابه»، ورابعها: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، وخامسها: استماع نبي الله سليمان للهدهد.

أدوار الأخصائي النفسي الأسري

ركز المحور الثالث على أدوار الأخصائي النفسي الأسري، وحاضر فيه د.شحاتة محروس. وسيتم الحديث عن تجربة مركز الاستشارات العائلية في قطر والاستفادة منها من عدة جوانب، تتمثل في المنطلقات الاستراتيجية لمركز الاستشارات العائلية والمحددة بدستور دولة قطر ورؤية قطر الوطنية (2030) واستراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر (2011-2016) والسياسة العامة للسكان. إلى جانب التوجه الاستراتيجي للمركز والتي تتضمن عرضاً للرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية والاختصاصات والقيم الحاكمة للعمل بالمركز، مروراً بإدارة الاستشارات، ووصولا إلى أدوار الأخصائي النفسي بمركز الاستشارات العائلية، ويتضمن هذا الجزء الحديث عن دور الأخصائي النفسي بقسم الإرشاد والتوجيه ودور الأخصائي النفسي بقسم الإرشاد عن بُعد ودور الأخصائي النفسي بقسم الاختبارات والمقاييس.
وأعربت المرشدة النفسية المجتمعية، الأستاذة ظبية المقبالي، عن سعادتها بهذا البرنامج وقالت إن المشاركة في مثل هذه البرامج التدريبية لها أهمية كبرى في صقل مهاراتنا الخاصة بالاستشارات الإلكترونية، وتثري أداءنا في خدمة المجتمع وتحقيق رؤية ورسالة جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، ومساعدة كل من يحتاج إلى الدعم النفسي.
كما قالت المرشدة النفسية المجتمعية والمشاركة بالبرنامج الأستاذة منال الدراوشة: إنه تأتي الحاجة لمثل هذه البرامج لتدعيم الخبرة النظرية بخبرة عملية لتكتمل عملية الاستشارات النفسية، ونرتقي بها لمستوى يلبي حاجة المجتمع من خدمة الاستشارات الإلكترونية ولتناسب جميع شرائح المجتمع.
وعبَّرت المرشدة النفسية المجتمعية الأستاذة مريم العلي، عن امتنانها وشكرها للجمعية؛ لأنها حريصة على الارتقاء بمرشديها النفسيين، من خلال هذا البرنامج الهام، وقالت إن صاحب الاستشارة يلجأ إلى الاستشارة الإلكترونية وهو غير معروف لدى المرشد، وبالتالي فالرد عليه يجب أن يكون في غاية من الدقة والحكمة، وكنا بحاجة ماسة لمثل هذا البرنامج الذي سيساعدنا كثيراً في هذا الجانب الهام من الاستشارات.;

«وياك» تطلق برنامجها التدريبي «الاستشارات النفسية الإلكترونية»