728 x 90



img

تتواصل بجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» فعاليات برنامج المرشد النفسي المجتمعي، بهدف تأهيل كوادر مختصة على آليات وطرق الإرشاد النفسي وفق أحدث الاستراتيجيات بهذا المجال.
وأكد محمد البنعلي، المدير التنفيذي للجمعية أن البرنامج يعد الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي بتأهيل مرشد نفسي مجتمعي يقدم خدماته لكافة أفراد المجتمع، ونظمت جمعيتنا النسخة الثانية من هذا البرنامج بعد النجاح الباهر الذي حققته النسخة الأولى منه. كما تقدم بالشكر الجزيل لجمعية الهلال الأحمر القطري ومؤسسة راف لدعمهما هذا البرنامج الذي يستمر لمدة عام.

د. عفانة: الصحة النفسية أشمل من
مجرد غياب الاضطرابات النفسية

حاضر في البرنامج الدكتور عبدالحميد عفانة الخبير في مجال الصدمات النفسية والصحة النفسية المجتمعية.
وأشار المحاضر إلى أنه من هذا المنطلق نص دستور منظمة الصحة العالمية على أنّ «الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض والعجز». ومن خلال هذا التعريف، عندما نتحدث عن الصحة النفسية فإن المفهوم يتجاوز انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية.
وقال د.عفانة: إن الصحة النفسية وخصوصاً تلك المعنية بالاضطرابات النفسية بدأت تستحوذ على اهتمام الكثيرين من المهنيين وصناع القرار في كل من الدول المتقدمة صناعياً وكذلك الدول محدودة الدخل. إن الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية للأفراد متداخلة ومترابطة وتؤثر في بعضها البعض وتتأثر بالعوامل البيئية المحيطة.
وأشار المتحدث إلى أن الكثير من الباحثين نبهوا إلى دور التنوع الثقافي والاختلاف في الثقافات مثل المخاوف من الاضطرابات النفسية ووصمة العار المصاحبة لهذه الاضطرابات على المستوى الفردي والأسري والمقدرة على التصريح بهذه الاضطرابات وربطوا ذلك بالتوجهات تجاه الاضرابات النفسية.
وحول مدى شمولية مفهوم الصحة النفسية، قال المحاضر: إن مفهوم الصحة النفسية أشمل وأعم من مجرد غياب الاضطرابات النفسية، هذا المفهوم هو الذي تبنته فلسفة الصحة النفسية المجتمعية ومنظمة الصحة العالمية؛ فمن هذا المنظور تم النظر للصحة النفسية بمفهومها الواسع وليس مجرد ظهور الأعراض، وفي نفس الوقت لا ترادف في مفهوم الطب النفسي للصحة النفسية؛ فالطب النفسي هو فرع من فروع الطب المتخصص في دراسة وتشخيص وعلاج ما يعرف بالأمراض النفسية أو الاضطرابات النفسية.
وأكد المحاضر خلال دورة البرنامج، الذي سيتواصل حتى منتصف العام 2017 المقبل، إلى بدايات الاهتمام بالصحة النفسية فقال: بدأ الاهتمام بالصحة النفسية وتقديم الخدمات النفسية في المجتمع من خلال برامج قائمة أساساً علي التوعية والوقاية من الاضطرابات النفسية في الستينيات، حيث تبنت الكثير من المجتمعات هذا التوجه لأن الطب النفسي والأدوية النفسية لا تستطيع وحدها أن توقف زحف الاضطرابات النفسية، فبدأ الاهتمام في هذا التوجه بتوجيه الدفة ناحية العوامل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تساهم في ازدياد نسبة انتشار هذه الاضطرابات، وتبنت هذا التوجه منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف في الاجتماع التاريخي الذي عقد في مدينة (آلماتا) في جمهورية كازخستان في زمن الاتحاد السوفيتي سنة 1978، والذي دعا إلى ثلاثة دعائم أساسية للصحة العامة بما فيها الصحة النفسية وهي مشاركة أفراد وشرائح المجتمع والمؤسسات الأهلية في الأمور الصحية التي تهم حياتهم، ثانياً، التنسيق والتعاون الوثيق بين وزارة الصحة وجميع الأقسام والدوائر غير المصنفة تحت الصحة مثل التعليم والزراعة والصناعة وثالثاً التوزيع العادل للمصادر الصحية والمجتمعية. وقد تبنت هذا التوجه أيضاً المجموعة الأوروبية للصحة النفسية سنة 2000 م والتي هدفت إلى وضع معايير لمفهوم الصحة النفسية، والتي تم الإجماع فيها بأن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة وتعكس حالة من التوازن والتكيف بين الفرد والبيئة المحيطة به، ويتحكم بهذه الحالة عوامل أربعة هي: أولاً: الفرد والعوامل النفسية له. وثانياً: التفاعل الاجتماعي. وثالثاً: بنية المجتمع والمصادر المتوفرة به. ورابعاً: القيم الثقافية للمجتمع.

إن نسبة انتشار الاضطرابات النفسية تقدر بـ (12%)، وهي تزداد في الدول الفقيرة ودول العالم ذي الدخل المتوسط، ومع ازدياد تداخل وتعامل وتعايش الناس من مختلف الثقافات واللغات فإن الواقع يفرض النظر إلى تحليل وتعريف الصحة النفسية من منظور ثقافي والتركيز على كيفية تعبير الناس من مختلف الثقافات للاضطرابات النفسية وكيفية التعبير عنها;

إعداد كوادر مختصة للإرشاد النفسي وفق أحدث الاستراتيجيا